تَأسَّسَ وَقْفُ الفُرْقَانِ بِتَارِيْخِ 22 / 11 / 1994 م ، وَاعْتِبَارَاً مِنْ تَأْسِيْسِهِ أَخَذَتْ هَذِهِ الْحَرَكَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ النَشِطَةُ دَوْرَهَا فِي التَعْلِيْمِ وَالعَمَلِ الْإِسْلَامِيِّ فِي الْمُجْتَمَعِ التُرْكِيِّ بِشَكْلٍ دَائِمٍ وَدُوْنَ تَوَقْفٍ حَتَّى يَوْمِنَا هذا. وَبالرُغْمِ مِنْ إِنْشَاءِ هذا الوَقْفِ فِي أَوَاخِرِ العَامِ 1994 م إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَلِيْدَ تِلْكَ الْلَحْظَةِ ، بَلْ كَانَ ثَمَرَةَ جُهُودٍ كَبِيْرَةٍ بَدَأَهَا الأُسْتَاذُ مُنْذُ الثَمَانِيْنَاتِ وَبَالتَحْدَيْدِ مُنْذُ العَامِ 1980 م حِيْنَ كَانَ الأُسْتَاذُ شَابَّاً يَافِعَاً فِي المَرْحَلَةِ الثَانَوِيَّةِ ، وَاتَّخَذَ فِي ذَلِكَ الوقْتِ قَرَارَاً بِبَدْءِ العَمَلِ فِي مَجَالِ الدَّعْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ ، وَاخْتَارَهُ طَرِيْقَاً لَهُ فِي الْحَيَاةِ . فَكَانَ إِنْشَاءُ الْوَقْفِ اسْتِنَادَاً وَامْتِدَادَاً لِعَمَلٍ بَذَلَهُ الأُسْتَاذُ مَعَ قِلَّةٍ مِنْ الْمُخْلِصِيْنَ الْغَيُوْرِيْنَ مِمَّنْ حَوْلَهُ ، وَبِالْعَمَلِ الدَؤُوبِ كَبُرَتْ الْحَرَكَةُ وَافْتُتِحَتْ بِشَكْلٍ رَسْمِيٍّ فِي مُنْتَصَفِ التِسْعِيْنَاتِ فِي مَقَرِّ الْوَقْفِ الرَّئِيْسِ فِي مَدْيِنَةِ أَضَنَه .
مُؤَسِّسُ الوَقْفِ الْأُسْتَاذُ أَلْبَرِسْلَانُ قُيْتُل أَوْلَى اهْتِمَامَاً كَبِيْرَاً مُنْذُ صِغَرِهِ لِخِدْمَةِ الْإِسْلَامِ وَالْعَمَلِ الشَّرْعِيِّ ، وَحِيْنَمَا فَكَّرَ فِي تَأْسِيْسِ الوَقْفِ كَانَ أَصْلَ هَدَفِهِ تَرْسِيْخُ الْإِيْمَانِ الحَقِيْقِيِّ فِي الجِيْلِ القَادِمِ ، وَأَنْ يَغْرُسَ فِيْهِمْ حُبَّ العِبَادَةِ وَحُسْنَ الْخُلُقِ وَالسَّعْيَ لِحَاكِمِيَّةِ اللهِ فِي الْأَرْضِ بِطَرِيْقٍ مَشْرُوْعٍ ، طَرِيْقِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ « الطَرِيْقِ الرَّبَّانِيِّ « لِتَكْوِيْنِ الجِيْلِ الطَّلِيْعَةِ الجِيْلِ الَّذِيْ سَيَقُودُ المُجْتَمَعَ لِإِحْلالِ العَدَالَةِ ، وَنَشْرِ الخَيْرِ بَيْنَ النَّاسِ .
فَتَحَ الأُسْتَاذُ عِدَّةَ فُرُوعٍ لِلْوَقْفِ فِي مُخْتَلَفِ أَنْحَاءِ المُدُنِ التُّرْكِيَّةِ . وَهو وَقْفٌ يُعَلِّمُ العُلُومَ الشَّرْعِيَّةَ كالتَّفْسِيْرِ وَالسِّيْرَةِ النَّبَوِيَّةِ وَغَيْرِهَا . بِالإِضَافَةِ إِلَى نَشَاطَاتِهِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ ، كَتَقْدِيْمِ المُسَاعَدَاتِ العَيْنِيَّةِ وَالنَّقْدِيَّةِ لِلْعَائِلَاتِ المُحْتَاجَةِ ، وَتَقْدِيْمِ الهِبَاتِ المَالِيَّةِ لِطَلَبَةِ العِلْمِ ، وَإِقَامَةِ الأَسْوَاقِ الخَيْرِيَّةِ ، وَالرَّحْلَاتِ الطُلَّابَيَّةِ ، وَمُسَابَقَاتِ الشِّعْرِ وَالمَقَالَةِ ، وَلِقاءاتٍ أَخَوِيَّةٍ لِلْتَعَارُفِ وَتَقْوِيَةِ أَوَاصِرِ الأُخُوَّةِ بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ ، وَغَيْرِهَا مِنْ الفَعَّالِيَّاتِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ والثَقَافِيَّةِ وَالدِّيْنِيَّةِ الَّتِيْ تُجِيْبُ عَلَى تَسَاؤُلَاتِ النَّاسِ وَاحْتِيَاجَاتِهِمْ ، لِيَفْهَمَ الناسُ الإِسْلَامَ الصَحِيْحَ ، وهذا هو أَحَدُ أهَدَافِ عَمَلِ الحَرَكَةِ .
هَذَا وَمِمَّا تَجْدُرُ الإِشَارَةُ إِلَيْهِ أَنَّ فَضِيْلَةُ الأُسْتَاذِ يُلْقِيْ كُلَّ سَنَةِ مُحَاضَرَةً عَامَّةً يَحْضُرُهَا جَمْعٌ غَفِيْرٌ مِنْ عَامَّةِ النَّاسِ وَخَاصَّتِهِمْ ، يَتَحَدَّثُ فِيْهَا إِلَى النَّاسِ ، وَيُجِيْبُ عَنْ أَسْئِلَتِهِمْ .
هذا بِالإِضَافَةِ إِلِى مَزِيْدٍ مِنَ الأَنْشِطَةِ لِلْوَقْفِ تتَمَثَّلُ فِي إِعْطَاءِ إِسْمٍ لِكُلِّ عَامٍ مِنْ الأَعْوَامِ ، يَكُوْنُ هذا الإِسْمُ عُنْوَاناً لِلْعَمَلِ فِي ذَلِكَ العَامِ ، كَعَامِ التَبْلِيْغِ ، وَعَامِ القِراءَةِ والمُطَالَعَةِ ، وَعَامِ إِتْقَانِ العَمَلِ ، وَعَامِ الأُخُوَّةِ ، وَغَيْرِهَا ، يَعْمَلُ فِيْهَا أَبْنَاءُ الوَقْفِ وَبَقِيَّةُ النَّاسِ عَلَى إِحْيَاءِ هذه القِيَمِ فِي حَيَاتِهِمْ ، لتَجْدِيْدِ تِلْكَ القِيَمِ والمُثُلِ الَّتِي انْدَثَرَتْ تَحْتَ وَطْأَةِ هُمُومِ الحَيَاةِ وَمَشَاغِلِهَا الكَثِيْرَةِ .
تَعْتَمِدُ الحَرَكَةُ فِي طَرِيْقِهَا للوُصُوْلِ إِلى هَدَفِهَا عَلَى عِدَّةِ أُسُسٍ ، مِنْ أَهَمِّهَا : أَوَّلَاً : أَنَّ فَهْمَ الإِسْلَامِ وَعَمَلَ الحَرَكَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عِبْرَ طَرِيْقٍ رَبَّانِيٍّ ، وَأَنْ يَكُونَ القُرْآنُ وَالسُّنَّةُ دَلِيْلَهَا فِي الطَّرِيْقِ ، فَطَرِيْقُ خِدْمَةِ الإِسْلَامِ لَيْسَ مِنْ العَقْلِ بَلْ مِنْ اللهِ وِرَسُولِهِ ، فَلَا عُذْرَ لِأَحَدٍ فِي سُلُوكِ طَرِيْقٍ آخَرَ غَيْرَ هذا الطَرِيْقِ الرَّبَّاني ، ولا حَقَّ لأَحَدٍ في تَحْرِيِفِ مَنْهَجِ الحَرَكَةِ النَّبَويَّةِ ، كما فَعَلَ كَثِيْرٌ من المُسْلمين مع الأَسَفِ . لَا مُسَامَحَةَ فِي الفُرُوضِ وَالمُحَرَّماتِ ، فَهُمَا حُدُودُ الدِّيْنِ وَسِيَاجُهُ الحّامِي ، أَمَّا مَا لَيْسَ فَرْضاً أَوْ حَرَاماً ، أَوْ كَانَ مِنْ المَسَائِلِ المُخْتَلَفي فِيْها بَيْنَ العُلَمَاءِ ، فَتَجُوزُ فِيْهَا المُسَامَحَةُ عِنْدَ الحَرَكَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ . يُصْبِحُ « الجِيْلُ الطَّلِيْعَةُ « بِالإِيْمَانِ وَالعِبَادَةِ وَالأَخَلَاقِ وَشُعُورِ الجِهَادِ جِيْلاً رَبَّانِيّاً ، وَبِغِيْرِ ذَلِكَ سَيَحِيْدُ عَنْ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيْمِ . ثَانِياً : يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هذا الطَّرِيْقُ عِلْمِيّاً أَيْضاً ، وَنَحْنُ لَا نَقْصُدُ العِلْمَ البَشَرِيَّ فَقَطْ ، بَلْ العِلْمُ الشَّرْعِيُّ أَيْضاً مُهِمٌّ لِهَكَذَا مَنْهَجٍ ، فَبِالعِلْمِ يَسْتَنِيْرُ الطَرِيْق ، وَلِهَذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ العَمَلُ الإِسْلَامِيُّ عَمَلاً عِلْمِيَاً مُؤَصَّلاً . لِهَذَا فَالوَقْفُ يَعْمَلُ لَيْلَاً نَهَارَاً لِيُخْرِجَ لِلمُجْتَمَعِ رِجَالاً وَنِسَاءً مُجَهَّزِينَ بعِلْمٍ صَحِيْحٍ وفِكْرٍ مُسْتَنِيْرٍ ، لأَنَّ الجِيْلَ الطَّلِيْعة يَجِبُ أَنْ يَتَحَلَّى بِصِفَةِ العِلْمِ والثَقَافَةِ معاً ، لِكَي يَفْهَمَ مَكَائِدِةِ الأَعْدَاءِ وَخُطَطَهُمْ وَلِيَعْلَمَ طَرِيْقَ نَجَاةِ المُسْلِمِيْنَ وَيَعْرِفَ عِلْمَ النَّفْسِ وَالإِجْتِمَاعِ كَي يَفْهَمَ كَيْفِيَّةِ تَغْيِيِرِ الشَّعْبِ مِنْ السَّيءِ إِلى الأَفْضَل وَمِنَ الشَّرِّ إِلى الخَيْرِ . فالعَالِمُ غَيْرُ المُثَقْفِ سِيَاسِيَّاً وَاجْتِمَاعِيَّاَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَدَاةً بِيَدِ الأَعْدَاءِ يَسْتَخْدِمُونَهُ وَيَصِلُونَ بِهِ إِلى أَهْدَافِهِمْ دُوْنَ قَصْدٍ مِنْهُ ، والمُثَقْفُ الغَيْرُ عَالِمٍ بِالدِّيْنِ سَيَحِيْدُ عَنْ الطَّرِيْقِ الرَّبَّانِي القَويِمِ ، لَهَذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَالِمَاً في دِيْنِهِ ومُثَقَفَاً سِياسِيَّاً واجْتْمِاعِيَّاً مَعَاً ، وهَاتَانِ الصِفَتَانِ يَجِبُ أَنْ يَتَحَلَّى بِهِمَا كَادِرُ الحَرَكَةِ الإِسْلَامِيَّةِ . وَحَرَكَتُنَا تَسْعَى جَاهِدَةً لِيَتَحَلَّى بِهَاتَيْنِ الصَفَتَيْنِ كَافَّةُ كَوَادِرِهَا .
ثَالَثَاً : يَجِبُ أَنْ يَكَونَ فَهْمُ الإِسِلَامِ وَعَمَلُ الحَرَكَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ شُمُوْلِيَّاً ، يَشْمَلُ كُلَّ جَوَانِبِ الدِّيْن « الإيمان والعبادة والأخلاق والجهاد .. « ، وَيَدْخُلُ فِي كُلِّ شؤون الحياة . فِي صَيْدَلِيَّةِ القُرْآنِ كُلُّ مَا يَلْزَمُ الإِنْسَانَ مِنْ العِلَاجَاتِ وَالفِيْتَامِيْنَاتِ الَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيْهَا . القُرْآنُ الكَرِيْمُ تَحَدَّثَ عَنْ الإِيْمَانِ وَالتَّقْوَى وَالجِهَادِ وَحُسْنِ الخُلُقِ وَمَحَبَّةِ اللهِ وَالعِبَادَاتِ وَغِيْرِهَا ، وَهِيَ كُلُّهَا فِيْتَامِيْنَاتٌ وَعِلَاجَاتٌ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا النَّاسُ لِعِلَاجِ مَشَاكِلِ حَيَاتِهِمْ المُخْتَلِفَةِ ، لِذَلِكَ أَمَرَهُمْ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلُوا القُرْآنَ دُسْتُورَهُمْ . فَإِذَا نَقَصَ وَاحِدٌ مِنْ هَذِهِ الفِيْتَامِيْنَاتِ ، أَوْ أُخِذَ بَعْضُهَا وَتُرِكَ البَعْضُ الآخَرَ ، فَإِنَّ الشَّخْصِيَّةَ المُسْلِمَةَ تَمْرَضُ وَتَفْسُدُ وَتَضْعُفُ ، وَهَذَا هو السَّبَبُ فِي حال المُسْلِمِيْن اليوم . لِهَذَا فَقَدْ أَصَبَحَ مِنْ الوَاجِبِ عَلَى المُسْلِمِيْنَ أَفْرَاداً وَجَمَاعَاتٍ أَنْ يَتَوَجَّهُوا إِلَى قُرْآنِهِمْ ويَقْرَأُوهُ ويَتَدَبَّرُوهُ أَكْثَرَ مِمَّا يَقْرَأُونَ فِي أَيِّ كِتَابٍ آخَرَ ، وَيَجِبُ عَلِيْهِمْ أَنْ يَعْلَمُوا القُرْآنَ أَكْثَرَ مِمَّا يَعْلَمُونَ عَنْ أَيِّ كِتَابٍ آخَرَ ، وَأَنْ يَقْتَبِسُوا مِنَ القُرْآنِ فِي حَيَاتِهِمْ أَكْثَرَ مِمَّا يَقْتَبِسُونَ مِنْ أَيِّ كِتَابٍ آخَرَ ، ، وَلَا يَجُوزُ لِلمُسلمينَ أَنْ يَجْعَلُوا مِنْ أَيِّ كِتَابٍ آخَرَ سِتْرَةً أَمَامَ القُرْآنِ . وَقْفُنَا رَبَّانِيٌّ ، وعِلْمِيٌّ ، وَشُمُولِيٌّ ، وَهو وَقْفٌ عَمِلَ لِسَنَواتٍ طِوَالٍ بِجِدٍّ وَاجْتِهَادٍ ، تَرْبِيَةً وَتَعْلِيْمَاً وَخِدْمَةً لِتَحْضِيْرِ الجِيْلِ الطَّلِيْعَةِ ، وَأَصْبَحَ وَقْفُنَا مَحَطَّ أَنْظَارِ النَّاسِ ، فَيَجِبُ عَلَيْنَا أَلَّا نَنْسَى قَولَهُ تَعَالَى : ( وَالَّذِيْنَ جَاهَدُوا فِيْنَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وِإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِيْنَ ) ، وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِريْنَ عَلَى الحَقِّ لَا يَضُرْهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ) [ رَواهُ مُسْلِم ] .
وَنَحْنُ نَعْتَبِرُ كُلَّ عُظَمَاءِ الأُمَّةِ الَّذِيْنَ جَاهَدُوا مِنْ قَبْلِنَا فِي سَبِيْلِ اللهِ لِهَذَا الهَدَفِ وَيُجَاهِدُونَ الآنَ فِي مَشَارِقِ الأَرِضِ وَمَغَارِبِهَا إِخْواناً لَنَا .. الجُهْدُ مِنَّا والتَّوْفِيْقِ مِنَ اللهِ تَعَالى .
تَأسَّسَ وَقْفُ الفُرْقَانِ بِتَارِيْخِ 22 / 11 / 1994 م ، وَاعْتِبَارَاً مِنْ تَأْسِيْسِهِ أَخَذَتْ هَذِهِ الْحَرَكَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ النَشِطَةُ دَوْرَهَا فِي التَعْلِيْمِ وَالعَمَلِ الْإِسْلَامِيِّ فِي الْمُجْتَمَعِ التُرْكِيِّ بِشَكْلٍ دَائِمٍ وَدُوْنَ تَوَقْفٍ حَتَّى يَوْمِنَا هذا. وَبالرُغْمِ مِنْ إِنْشَاءِ هذا الوَقْفِ فِي أَوَاخِرِ العَامِ 1994 م إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَلِيْدَ تِلْكَ الْلَحْظَةِ ، بَلْ كَانَ ثَمَرَةَ جُهُودٍ كَبِيْرَةٍ بَدَأَهَا الأُسْتَاذُ مُنْذُ الثَمَانِيْنَاتِ وَبَالتَحْدَيْدِ مُنْذُ العَامِ 1980 م حِيْنَ كَانَ الأُسْتَاذُ شَابَّاً يَافِعَاً فِي المَرْحَلَةِ الثَانَوِيَّةِ ، وَاتَّخَذَ فِي ذَلِكَ الوقْتِ قَرَارَاً بِبَدْءِ العَمَلِ فِي مَجَالِ الدَّعْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ ، وَاخْتَارَهُ طَرِيْقَاً لَهُ فِي الْحَيَاةِ . فَكَانَ إِنْشَاءُ الْوَقْفِ اسْتِنَادَاً وَامْتِدَادَاً لِعَمَلٍ بَذَلَهُ الأُسْتَاذُ مَعَ قِلَّةٍ مِنْ الْمُخْلِصِيْنَ الْغَيُوْرِيْنَ مِمَّنْ حَوْلَهُ ، وَبِالْعَمَلِ الدَؤُوبِ كَبُرَتْ الْحَرَكَةُ وَافْتُتِحَتْ بِشَكْلٍ رَسْمِيٍّ فِي مُنْتَصَفِ التِسْعِيْنَاتِ فِي مَقَرِّ الْوَقْفِ الرَّئِيْسِ فِي مَدْيِنَةِ أَضَنَه .
مُؤَسِّسُ الوَقْفِ الْأُسْتَاذُ أَلْبَرِسْلَانُ قُيْتُل أَوْلَى اهْتِمَامَاً كَبِيْرَاً مُنْذُ صِغَرِهِ لِخِدْمَةِ الْإِسْلَامِ وَالْعَمَلِ الشَّرْعِيِّ ، وَحِيْنَمَا فَكَّرَ فِي تَأْسِيْسِ الوَقْفِ كَانَ أَصْلَ هَدَفِهِ تَرْسِيْخُ الْإِيْمَانِ الحَقِيْقِيِّ فِي الجِيْلِ القَادِمِ ، وَأَنْ يَغْرُسَ فِيْهِمْ حُبَّ العِبَادَةِ وَحُسْنَ الْخُلُقِ وَالسَّعْيَ لِحَاكِمِيَّةِ اللهِ فِي الْأَرْضِ بِطَرِيْقٍ مَشْرُوْعٍ ، طَرِيْقِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ « الطَرِيْقِ الرَّبَّانِيِّ « لِتَكْوِيْنِ الجِيْلِ الطَّلِيْعَةِ الجِيْلِ الَّذِيْ سَيَقُودُ المُجْتَمَعَ لِإِحْلالِ العَدَالَةِ ، وَنَشْرِ الخَيْرِ بَيْنَ النَّاسِ .
فَتَحَ الأُسْتَاذُ عِدَّةَ فُرُوعٍ لِلْوَقْفِ فِي مُخْتَلَفِ أَنْحَاءِ المُدُنِ التُّرْكِيَّةِ . وَهو وَقْفٌ يُعَلِّمُ العُلُومَ الشَّرْعِيَّةَ كالتَّفْسِيْرِ وَالسِّيْرَةِ النَّبَوِيَّةِ وَغَيْرِهَا . بِالإِضَافَةِ إِلَى نَشَاطَاتِهِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ ، كَتَقْدِيْمِ المُسَاعَدَاتِ العَيْنِيَّةِ وَالنَّقْدِيَّةِ لِلْعَائِلَاتِ المُحْتَاجَةِ ، وَتَقْدِيْمِ الهِبَاتِ المَالِيَّةِ لِطَلَبَةِ العِلْمِ ، وَإِقَامَةِ الأَسْوَاقِ الخَيْرِيَّةِ ، وَالرَّحْلَاتِ الطُلَّابَيَّةِ ، وَمُسَابَقَاتِ الشِّعْرِ وَالمَقَالَةِ ، وَلِقاءاتٍ أَخَوِيَّةٍ لِلْتَعَارُفِ وَتَقْوِيَةِ أَوَاصِرِ الأُخُوَّةِ بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ ، وَغَيْرِهَا مِنْ الفَعَّالِيَّاتِ الإِجْتِمَاعِيَّةِ والثَقَافِيَّةِ وَالدِّيْنِيَّةِ الَّتِيْ تُجِيْبُ عَلَى تَسَاؤُلَاتِ النَّاسِ وَاحْتِيَاجَاتِهِمْ ، لِيَفْهَمَ الناسُ الإِسْلَامَ الصَحِيْحَ ، وهذا هو أَحَدُ أهَدَافِ عَمَلِ الحَرَكَةِ .
هَذَا وَمِمَّا تَجْدُرُ الإِشَارَةُ إِلَيْهِ أَنَّ فَضِيْلَةُ الأُسْتَاذِ يُلْقِيْ كُلَّ سَنَةِ مُحَاضَرَةً عَامَّةً يَحْضُرُهَا جَمْعٌ غَفِيْرٌ مِنْ عَامَّةِ النَّاسِ وَخَاصَّتِهِمْ ، يَتَحَدَّثُ فِيْهَا إِلَى النَّاسِ ، وَيُجِيْبُ عَنْ أَسْئِلَتِهِمْ .
هذا بِالإِضَافَةِ إِلِى مَزِيْدٍ مِنَ الأَنْشِطَةِ لِلْوَقْفِ تتَمَثَّلُ فِي إِعْطَاءِ إِسْمٍ لِكُلِّ عَامٍ مِنْ الأَعْوَامِ ، يَكُوْنُ هذا الإِسْمُ عُنْوَاناً لِلْعَمَلِ فِي ذَلِكَ العَامِ ، كَعَامِ التَبْلِيْغِ ، وَعَامِ القِراءَةِ والمُطَالَعَةِ ، وَعَامِ إِتْقَانِ العَمَلِ ، وَعَامِ الأُخُوَّةِ ، وَغَيْرِهَا ، يَعْمَلُ فِيْهَا أَبْنَاءُ الوَقْفِ وَبَقِيَّةُ النَّاسِ عَلَى إِحْيَاءِ هذه القِيَمِ فِي حَيَاتِهِمْ ، لتَجْدِيْدِ تِلْكَ القِيَمِ والمُثُلِ الَّتِي انْدَثَرَتْ تَحْتَ وَطْأَةِ هُمُومِ الحَيَاةِ وَمَشَاغِلِهَا الكَثِيْرَةِ .
تَعْتَمِدُ الحَرَكَةُ فِي طَرِيْقِهَا للوُصُوْلِ إِلى هَدَفِهَا عَلَى عِدَّةِ أُسُسٍ ، مِنْ أَهَمِّهَا : أَوَّلَاً : أَنَّ فَهْمَ الإِسْلَامِ وَعَمَلَ الحَرَكَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عِبْرَ طَرِيْقٍ رَبَّانِيٍّ ، وَأَنْ يَكُونَ القُرْآنُ وَالسُّنَّةُ دَلِيْلَهَا فِي الطَّرِيْقِ ، فَطَرِيْقُ خِدْمَةِ الإِسْلَامِ لَيْسَ مِنْ العَقْلِ بَلْ مِنْ اللهِ وِرَسُولِهِ ، فَلَا عُذْرَ لِأَحَدٍ فِي سُلُوكِ طَرِيْقٍ آخَرَ غَيْرَ هذا الطَرِيْقِ الرَّبَّاني ، ولا حَقَّ لأَحَدٍ في تَحْرِيِفِ مَنْهَجِ الحَرَكَةِ النَّبَويَّةِ ، كما فَعَلَ كَثِيْرٌ من المُسْلمين مع الأَسَفِ . لَا مُسَامَحَةَ فِي الفُرُوضِ وَالمُحَرَّماتِ ، فَهُمَا حُدُودُ الدِّيْنِ وَسِيَاجُهُ الحّامِي ، أَمَّا مَا لَيْسَ فَرْضاً أَوْ حَرَاماً ، أَوْ كَانَ مِنْ المَسَائِلِ المُخْتَلَفي فِيْها بَيْنَ العُلَمَاءِ ، فَتَجُوزُ فِيْهَا المُسَامَحَةُ عِنْدَ الحَرَكَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ . يُصْبِحُ « الجِيْلُ الطَّلِيْعَةُ « بِالإِيْمَانِ وَالعِبَادَةِ وَالأَخَلَاقِ وَشُعُورِ الجِهَادِ جِيْلاً رَبَّانِيّاً ، وَبِغِيْرِ ذَلِكَ سَيَحِيْدُ عَنْ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيْمِ . ثَانِياً : يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هذا الطَّرِيْقُ عِلْمِيّاً أَيْضاً ، وَنَحْنُ لَا نَقْصُدُ العِلْمَ البَشَرِيَّ فَقَطْ ، بَلْ العِلْمُ الشَّرْعِيُّ أَيْضاً مُهِمٌّ لِهَكَذَا مَنْهَجٍ ، فَبِالعِلْمِ يَسْتَنِيْرُ الطَرِيْق ، وَلِهَذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ العَمَلُ الإِسْلَامِيُّ عَمَلاً عِلْمِيَاً مُؤَصَّلاً . لِهَذَا فَالوَقْفُ يَعْمَلُ لَيْلَاً نَهَارَاً لِيُخْرِجَ لِلمُجْتَمَعِ رِجَالاً وَنِسَاءً مُجَهَّزِينَ بعِلْمٍ صَحِيْحٍ وفِكْرٍ مُسْتَنِيْرٍ ، لأَنَّ الجِيْلَ الطَّلِيْعة يَجِبُ أَنْ يَتَحَلَّى بِصِفَةِ العِلْمِ والثَقَافَةِ معاً ، لِكَي يَفْهَمَ مَكَائِدِةِ الأَعْدَاءِ وَخُطَطَهُمْ وَلِيَعْلَمَ طَرِيْقَ نَجَاةِ المُسْلِمِيْنَ وَيَعْرِفَ عِلْمَ النَّفْسِ وَالإِجْتِمَاعِ كَي يَفْهَمَ كَيْفِيَّةِ تَغْيِيِرِ الشَّعْبِ مِنْ السَّيءِ إِلى الأَفْضَل وَمِنَ الشَّرِّ إِلى الخَيْرِ . فالعَالِمُ غَيْرُ المُثَقْفِ سِيَاسِيَّاً وَاجْتِمَاعِيَّاَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَدَاةً بِيَدِ الأَعْدَاءِ يَسْتَخْدِمُونَهُ وَيَصِلُونَ بِهِ إِلى أَهْدَافِهِمْ دُوْنَ قَصْدٍ مِنْهُ ، والمُثَقْفُ الغَيْرُ عَالِمٍ بِالدِّيْنِ سَيَحِيْدُ عَنْ الطَّرِيْقِ الرَّبَّانِي القَويِمِ ، لَهَذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَالِمَاً في دِيْنِهِ ومُثَقَفَاً سِياسِيَّاً واجْتْمِاعِيَّاً مَعَاً ، وهَاتَانِ الصِفَتَانِ يَجِبُ أَنْ يَتَحَلَّى بِهِمَا كَادِرُ الحَرَكَةِ الإِسْلَامِيَّةِ . وَحَرَكَتُنَا تَسْعَى جَاهِدَةً لِيَتَحَلَّى بِهَاتَيْنِ الصَفَتَيْنِ كَافَّةُ كَوَادِرِهَا .
ثَالَثَاً : يَجِبُ أَنْ يَكَونَ فَهْمُ الإِسِلَامِ وَعَمَلُ الحَرَكَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ شُمُوْلِيَّاً ، يَشْمَلُ كُلَّ جَوَانِبِ الدِّيْن « الإيمان والعبادة والأخلاق والجهاد .. « ، وَيَدْخُلُ فِي كُلِّ شؤون الحياة . فِي صَيْدَلِيَّةِ القُرْآنِ كُلُّ مَا يَلْزَمُ الإِنْسَانَ مِنْ العِلَاجَاتِ وَالفِيْتَامِيْنَاتِ الَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيْهَا . القُرْآنُ الكَرِيْمُ تَحَدَّثَ عَنْ الإِيْمَانِ وَالتَّقْوَى وَالجِهَادِ وَحُسْنِ الخُلُقِ وَمَحَبَّةِ اللهِ وَالعِبَادَاتِ وَغِيْرِهَا ، وَهِيَ كُلُّهَا فِيْتَامِيْنَاتٌ وَعِلَاجَاتٌ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا النَّاسُ لِعِلَاجِ مَشَاكِلِ حَيَاتِهِمْ المُخْتَلِفَةِ ، لِذَلِكَ أَمَرَهُمْ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلُوا القُرْآنَ دُسْتُورَهُمْ . فَإِذَا نَقَصَ وَاحِدٌ مِنْ هَذِهِ الفِيْتَامِيْنَاتِ ، أَوْ أُخِذَ بَعْضُهَا وَتُرِكَ البَعْضُ الآخَرَ ، فَإِنَّ الشَّخْصِيَّةَ المُسْلِمَةَ تَمْرَضُ وَتَفْسُدُ وَتَضْعُفُ ، وَهَذَا هو السَّبَبُ فِي حال المُسْلِمِيْن اليوم . لِهَذَا فَقَدْ أَصَبَحَ مِنْ الوَاجِبِ عَلَى المُسْلِمِيْنَ أَفْرَاداً وَجَمَاعَاتٍ أَنْ يَتَوَجَّهُوا إِلَى قُرْآنِهِمْ ويَقْرَأُوهُ ويَتَدَبَّرُوهُ أَكْثَرَ مِمَّا يَقْرَأُونَ فِي أَيِّ كِتَابٍ آخَرَ ، وَيَجِبُ عَلِيْهِمْ أَنْ يَعْلَمُوا القُرْآنَ أَكْثَرَ مِمَّا يَعْلَمُونَ عَنْ أَيِّ كِتَابٍ آخَرَ ، وَأَنْ يَقْتَبِسُوا مِنَ القُرْآنِ فِي حَيَاتِهِمْ أَكْثَرَ مِمَّا يَقْتَبِسُونَ مِنْ أَيِّ كِتَابٍ آخَرَ ، ، وَلَا يَجُوزُ لِلمُسلمينَ أَنْ يَجْعَلُوا مِنْ أَيِّ كِتَابٍ آخَرَ سِتْرَةً أَمَامَ القُرْآنِ . وَقْفُنَا رَبَّانِيٌّ ، وعِلْمِيٌّ ، وَشُمُولِيٌّ ، وَهو وَقْفٌ عَمِلَ لِسَنَواتٍ طِوَالٍ بِجِدٍّ وَاجْتِهَادٍ ، تَرْبِيَةً وَتَعْلِيْمَاً وَخِدْمَةً لِتَحْضِيْرِ الجِيْلِ الطَّلِيْعَةِ ، وَأَصْبَحَ وَقْفُنَا مَحَطَّ أَنْظَارِ النَّاسِ ، فَيَجِبُ عَلَيْنَا أَلَّا نَنْسَى قَولَهُ تَعَالَى : ( وَالَّذِيْنَ جَاهَدُوا فِيْنَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وِإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِيْنَ ) ، وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِريْنَ عَلَى الحَقِّ لَا يَضُرْهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ) [ رَواهُ مُسْلِم ] .
وَنَحْنُ نَعْتَبِرُ كُلَّ عُظَمَاءِ الأُمَّةِ الَّذِيْنَ جَاهَدُوا مِنْ قَبْلِنَا فِي سَبِيْلِ اللهِ لِهَذَا الهَدَفِ وَيُجَاهِدُونَ الآنَ فِي مَشَارِقِ الأَرِضِ وَمَغَارِبِهَا إِخْواناً لَنَا .. الجُهْدُ مِنَّا والتَّوْفِيْقِ مِنَ اللهِ تَعَالى .
FURKAN EĞİTİM VE HİZMET VAKFI
22.11.1994 tarihinde kurulan Vakfımız, kurulduğu andan itibaren eğitim ve hizmet çalışmalarına aralıksız devam etmektedir. Muhterem Alparslan KUYTUL Hocaefendi’nin başlattığı bu hizmet halkasının temeli 1980‘li yıllara dayanmaktadır. Hocaefendinin çocukluğundan itibaren İslam’a ve İslami ilimlere önem vermesi ve lise yıllarında İslami hizmetin içinçde aktif olarak bulunmasıyla başlayan bu hareket birkaç gayretli insanla birlikte yükselmiş ve 1994’te Furkan Vakfı olarak filiz vermiştir.
Muhterem Alparslan KUYTUL Hocaefendi’nin de kurucularından olduğu bu vakfın asıl gayesi, hakiki imana ulaşmış, ibadete âşık, ahlak sahibi ve Allah (cc)’ın yeryüzünde hâkimiyeti için meşru yollarla mücadele eden, hayırlı işlerde topluma öncülük yapacak ÖNCÜ BİR NESİL HAZIRLAMAKTIR.
Elazığ‘da da şubesi bulunan Furkan Vakfı, ihtiyaç sahibi ailelere ayni ve nakdi yardımlar yapmakta, öğrencilere burs vermektedir. Vakfımız sürekli olarak tefsir ve siyer dersleri gibi İslami sohbetler yapmakta, her yıl düzenlediği konferanslar, kermes, gezi, makale-şiir yarışmaları, kardeşlik geceleri ve diğer kültürel etkinliklerle halkımızın ihtiyacına cevap vermekte, sahih İslami anlayışın oluşması için çalışmaktadır.
İlk olarak bilinmelidir ki: İslami anlayış ve yapılanma RABBANİ olmak zorundadır. Böyle bir hareket Kur’an ve sünneti kendine rehber edinmeli, İslam’a Hizmet metodunu kendi kafasından değil Allah (cc) ve Resulünden (sav) almalıdır. Bu İslami anlayış farzlar ve haramlarda geri adım atmayı dinden taviz vermek olarak görmeli, bunda müsamaha göstermemelidir. Öte yandan farz ve haram olmayan ya da âlimler arasında ihtilaflı olan meselelerde daha anlayışlı ve müsamahakâr olan bir hareket olmalıdır. Öncü nesil imanı, ibadeti, ahlakı ve cihad şuuruyla Rabbani bir harekettir.
İkinci olarak: İslami anlayış ve yapılanmanın İLMİ olması, sadece beşeri ilimlere değil İslami ilimlere de önem veren ve ilmi kendine pusula edinen bir hareket olması bir zorunluluktur. Âlim ve aydın vasıflarını kendinde toplayan kimselerin ortaya çıkması ümmetin beklentisidir. Vakfımız gayretli ve kabiliyetli hanım ve erkeklere bu iki vasfı kazandırmaya çalışmaktadır. İslami ilimlere gereken önemi vermemek Kur’an ve sünnetten, sırat-ı müstakimden uzaklaşma zamanla haramları helal görme gibi tehlikeleri beraberinde getirmektedir.
Üçüncü olarak; İslami anlayış ve yapılanmanın ŞUMULLÜ (kapsamlı) olması elzemdir. Kur’an eczanesinde insana lazım olan bütün vitaminler ve ilaçlar bulunmaktadır. Kur’an-ı Kerim iman, ibadet, ahlak, cihad, muhabbettullah ve takva gibi vitamin ve ilaçları gerekli olduğu kadar vermiş ve bundan bir bütün olarak istifade edilmesini emretmiştir. Dolayısıyla; bu vitaminlerin birini ya da birkaçını alıp diğerlerini almamak Müslüman şahsiyetinde bozulmalara, zayıf ve hastalıklı Müslümanların ortaya çıkmasına neden olacaktır.
O halde; her cemaatin ve Müslüman’ın anlayarak en çok okuduğu ve en çok alıntı yaptığı kitap Kur’an olmalıdır. Hiçbir kitap Kur’an-a ve Hadis-i Şeriflere perde yapılmamalıdır.
Vakfımız RABBANİ, İLMİ ve ŞUMULLÜ bir hareket ortaya koymaya çalışarak 1994 yılından beri devam ede gelen hizmet ve eğitimi ile sağlam ve öncü bir nesil hazırlamaya çalışmış ve halkımızın teveccühüne mazhar olmuştur.
Allah (cc):”Bizim uğrumuzda cihad edenlere şüphesiz yollarımızı gösteririz, gerçekten Allah ihsan edenlerle birliktedir.” buyurmuş ve Allah Resulü (sav) de “Ümmetim içinden bir topluluk daima hakkı ayakta tutacaktır ve Allah (cc)’nin emri gelinceye kadar onlara buğzeden onlara bir zarar veremeyecektir.” (Et Tac) buyurmuştur. Ümmetin ve neslin kurtuluşu için bugüne kadar hizmet vermiş bütün büyüklerimizi rahmet ve saygıyla anar, bu amaç için çalışanların hepsini hadiste zikredilen topluluk içinde görür ve mü’minlerin kardeş olduğunu unutmayız.
Gayret bizden başarı Allah (cc)’dandır.
Furkan Vakfı